على الرغم من أن كافة الأديان السماوية تشجع وتؤكد على ضرورة أن يرد الأبناء الجميل للأباء الذين تعبوا في تربيتهم وبذلوا الغالي والنفيس من أجل سعادتهم وراحتهم، إلا أن الكثير من الأبناء يقعون في مشكلة عقوق الوالدين.
ومن خلال سطور هذا الموضوع نستعرض معكم أبعاد هذه المشكلة وكيف يمكن القضاء عليها وكيف يمكن للمشاركة المجتمعية أن تساعد على تقليل هذه المشكلة التي أصبحت ظاهرة منتشرة في العديد من الدول العربية.
دموع في قصص العقوق
ووصلت لنا مشاركة من سيدة من أحدى الدول العربية رفضت ذكر أسمها تقول فيها: بعد أن بذلت كل مالي وجهدي من أجل أبنائي وصل بهم الأمر لتركي في إحدى دور رعاية المسنين، فعلى الرغم من تكريسي كل وقتي لأولادي إلا أن مجهودي لم يفلح في تربيتهم التربية الصحيحة وأثروا في النهاية أن يتركوني للغرباء يرعونني في أخر أيامي.
دموع أخرى وصلتنا من أحد الأباء الذي رفض هو الأخر أن ننشر إسمه قال في مشكلته: فررت بنفس من جحود أبني بعد أن وصل الأمر به لضربي أمام الغرباء في الشارع، أنا الذي ضيعت حياتي وشبابي حتى يصل هو لأعلى المراكز والدرجات يصل به الأمر لسبي وضربي والاعتداء علي. لذلك وجدت في دار المسنين المكان الأمثل للهروب من طغيان و عقوق هذا الشاب.
المشاركة المجتمعية
وتعمل المشاركة المجتمعية على تقليل نسبة حالات العقوق من خلال مشاركة القصص والمشكلات على أوسع نطاق، حتى يتعلم الشباب ضرورة عدم الوقوع في عقوق الوالدين، كما تعمل المشاركة المجتمعية على توعية الناس بفضل بر الوالدين وكيف يكون مفتاح للجنة.
مكافحة عقوق الوالدين
وتعمل العديد من دور المسنين على تنسيق جهودها مع العديد من المؤسسات العاملة في المجتمع لمكافحة عقوق الوالدين من خلال حث خطباء المساجد على توعية الناس ضد عقوق الوالدين وكيف يمكن أن يقود الإنسان للتهلكة في الدنيا والأخرة.
ليس هذا فحسب بل يجب على هذه المؤسسات تنظيم الدورات التدريبية والندوات التثقيفية والتعليمية للتوعية والتأكيد على دور المجتمع وقدرته على أن يلعب الدور الأهم والأبرز في التصدي والتوعية بمدى المشكلات التي يمكن أن تحدث نتيجة تفشي مشكلة عقوق الوالدين في مجتمعاتنا.